آآه .. يا وطن !

آآآآآآه...... ياوطن
يا من احببتك بكل الطرق

كحب الطفل لامه

كحب العاشق لمعشوقته

كحب الارض لقطرات المطر

وكحب الاسماك للبحر


وتعلقت بك


كتعلق الطفل بدميته المفضلة


وحلمت بك


كما يحلم الضمأن بالماء


وكما يحلم الجائع بالقوت


وسعيت لخدمتك


كسعي الفلاح لا خصاب تربة


وبذلت في سبيل وحدتك


كل ما املك من مال وجهد


وانتظرت بزوغ شمسك


كما ينتظر الطالب المجتهد نتيجة نجاحه

آآآآآآه .... ياوطن

عندما كنت بعيداً عنك

اشتقت اليك كثيراً

والى لثم اديم تربتك

ولان عشقي لك

قد استولى على تفكيري

واحتل كياني

وأصبح

يجري في دمي

فقد رميت خلف ظهري

بكل اغرائات الغربة

وعدت اليك

لامتع ناظري بجمالك

كنت اتوقع أن اراك

كالؤلؤة

وكنت متوقع أن اجدك مزدان

بتلك الحلة البهية

التي طالما تخيلتك فيها

وانا بعيد عنك

فعشقتك

وتغنيت في جمالك

وحسنك

وادمنت ترديد حروفك

وادمنت كتابتها

على مذكراتي وعلى كل اشيائي

وعلى كراريس اطفالي المدرسية

وعلى اوراق الصحف

وعلى لوحات الاعلانات

وعلى كل الجدران

ورسمت

اسمك على الطرقات

وعلى كثبان الرمل

وعلى صفحات الماء

بالخلجان

وبوسط البحار

وفي اعماق المحيطات

فكنت السكران بحبك

الا انني اليوم قد صحوت

من سكري

وافزعني ما رأت عيوني

فهناك من سلبني ارضي

وسطاء على بيتي

ونهب زادي

وبعثر أثاثي

وكسر لعب اطفالي

آآآآآآه ... ياوطن

يريدني ان ارحل عن سماك ياوطني

يريد ان يمتلك لوحده

سهولك وجبالك

وديانك وسواحلك

بحارك وجزرك

اااااااه يا وطني

فهناك من هو كابس على صدري

ويريد ان يحرمني من استنشاق هواءك العليل

هناك من استمراء افزاعي

لاترك له حضنك الدافىء

وينابيعك العذبة

هناك من يريد تعذيبي

حتى في قطرات الماء

فتراه يمدني بها يوما

ويقطعها عني ايام

فالوطن هو الوطن

الا ان مشكلتنا اليوم

في المواطنة

ودولة

النظام

والقانون

وهي من صلب عشقي الابدي

وبعثر امنياتي

وخنق احلامي

وشنق طموحي

وطعن كبريائي

آآآآآآآه يا وطني

فميزان المواطنه اليوم

مسلوب

بل مقلوب

بل معدوم

وهو من جعلني ابحث

عن وطن الامس

وميزانه

قد يكون صغير الحجم

الا انه عادل

واحلم أن أجد فيه كل ما تركته

وما يحسسني بانني مواطن

متساوي

الحقوق والواجبات

مع الكبير والصغير